لماذا نطلق اسم الخوارج على جماعات العنف كداعش والقاعدة وما يماثلها؟
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه البزار: «الخوارج كلاب النار» وفي رواية «كلاب أهل النار»، والخوارج لا زالت تخرج في كل عصر بصفاتها التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه الصفات تنطبق على جماعات العنف من القاعدة وداعش وأنصار بيت المقدس والنصرة وغير ذلك من الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ومن صفات الخوارج:
أولا: الخروج على الشرعية
فالخوارج يخرجون على السلطة الشرعية التي تحافظ للمسلمين على أمنهم ومعاشهم، والتي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالالتفاف حولها؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه أبو داود في سننه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ -وَرَفَعَ يَدَيْهِ-، فَمَنْ رَأَيْتُمُوهُ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَهُمْ جَمِيعٌ، فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ»، ومن هنا سُمي كل من خرج على جماعة المسلمين بالخوارج، وتُسمى رايتهم حينئذ بالراية العُمية، ونهانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نُقاتل تحت راية عمية، وأكد علينا الالتفاف حول الراية التي يلتف عليها جمهور المسلمين؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه ابن ماجه: «إذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم، ومن شذ شذ في النار».
وعلى ذلك وبرؤية أحوال عصرنا، فإن المنظمات التي انتهجت العنف تعد من الرايات العُمية؛ حيث إن جماهير المسلمين التفت حول راية الإمام في كل مكان كما ورد في حديث البخاري ومسلم: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ»، فهذه الفرق بذلك قد خالفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرجت على الإمام، فإن ادعوا كذبا أن هؤلاء ليسوا أئمة بانتهاء الخلافة وعدم وجود خليفة، فإنهم يكونون قد خالفوا أمر نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يا رسول الله، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» وفي رواية أحمد وأبي دَاوُدَ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ثُمَّ تَنْشَأُ دُعَاةُ الضَّلالَةِ، فَإِنْ كَانَ للهِ يَوْمَئِذٍ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَالْزَمْهُ، وَإِلا فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ»، حيث لم يأمرنا صلى الله عليه وآله وسلم بإقامة خلافة أو بقتال أو تكفير أو إفساد في الأرض، وإنما أمرنا باعتزال الفتن.
الصفة الثانية: التكفير
من صفات الخوارج تكفير المخالف لهم ولجماعتهم، وقد نهانا عن ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وحذرنا؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما» أخرجه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، وأخرجه مسلم بلفظ: «أيما امرئٍ قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه»، وسمى الفقهاء من شهد الشهادتين أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله بالمسلم الصعب أي يصعب تكفيره حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تحقروا الله في ذمته ) صحيح البخاري (1/ 153)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان ) صحيح البخاري - (1/ 12)
الصفة الثالثة: الجهل وعدم العلم بالدين
حيث ينزلون آيات نزلت في أهل الكفر على أهل الإسلام؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه "أنه أتاه رجل من الخوارج وقال: ﴿الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾ أليس كذلك؟ قال علي رضي الله عنه: بلى، فانصرف عنه، ثم قال: ارجع، فرجع، فقال: إنما أنزلت في أهل الكتاب" رواه ابن أبي حاتم. وهكذا تفعل داعش وأخواتها في الاستدلال الخاطئ بآيات الله وأحاديث رسوله بمخالفة الأمة، وكذلك قال ابن عمر رضي الله عنهما في وصفهم: "انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين" أخرجه البخاري، وكان الضحاك يقول عنهم: "جهلوا عِلمها فسفكوا بها الدماء وانتهبوا الأموال وشهدوا علينا بالضلالة"، وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي أنه سئل عن قوله تعالى: ﴿وإن أطعتموهم إنكم لمشركون﴾؛ فقيل: تزعم الخوارج أنها في الأمراء؟ فقال: كذبوا؛ إنما أنزلت هذه الآية في المشركين".
الصفة الرابعة: أنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام
ففي البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه مرفوعا: «سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
الصفة الخامسة: العبادة الظاهرة والزهد الخارجي وقلوبهم لا رحمة فيها
ففي زوائد المسند عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، أنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِوَادِي كَذَا وَكَذَا، فَإِذَا رَجُلٌ مُتَخَشِّعٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم: «اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ». قَالَ: فَذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَلَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ كَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ، فَرَجَعَ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم لِعُمَرَ رضي الله عنه: «اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ». فَذَهَبَ عُمَرُ رضي الله عنه فَرَآَهُ عَلَى تِلْكَ الحَالِ الَّتِي رَآهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَرَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مُتَخَشِّعًا فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ. قَالَ: «يَا عَلِيُّ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ». فَذَهَبَ عَلِيٌّ فَلَمْ يَرَهُ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ فِي فُوقِهِ، فَاقْتُلُوهُمْ، هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ».
الصفة السادسة: اختلال الميزان
فهم يرتكبون أعظم الضررين من أجل الابتعاد عن أقل الضررين، بخلاف كل العقلاء، مخالفين القاعدة الأصولية والفقهية: "أن ارتكاب أخف الضررين واجب"
ففي مصنف ابن أبي شيبة (ج15- ص322) عن ابن علية عن التيمي عن أبي مجلز قال: بينما عبد الله بن خباب في يد الخوارج إذ أتوا على نخل، فتناول رجل منهم تمرة، فأقبل عليه أصحابه فقالوا له: أخذت تمرة من تمر أهل العهد، وأتوا على خنزير فنفخه رجل منهم بالسيف، فأقبل عليه أصحابه فقالوا له: قتلت خنزيرا من خنازير أهل العهد، قال: فقال عبد الله، ألا أخبركم من هو أعظم عليكم حقا من هذا؟ قالوا: من؟ قال: أنا؛ ما تركت صلاة ولا تركت كذا ولا تركت كذا؛ قال: فقتلوه، قال: فلما جاءهم علي رضي الله عنه قال: أقيدونا بعبد الله بن خباب، قالوا: كيف نقيدك به وكلنا قد شرك في دمه، فاستحل قتالهم.
الصفة السابعة: الكبر
يشتهر الخوارج بالاعتداد بالنفس إلى درجة التعالي على أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ ففي مسند الإمام أحمد، عن سعيد بن جمهان قَالَ: كُنَّا نُقَاتِلُ الْخَوَارِجَ، وَفِينَا عَبْد اللهِ بْن أَبِي أَوْفَى، وَقَدْ لَحِقَ غُلامٌ لَهُ بِالْخَوَارِجِ، وَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الشَّطِّ، وَنَحْنُ مِنْ ذَا الشَّطِّ، فَنَادَيْنَاهُ أَبَا فَيْرُوزَ، أَبَا فَيْرُوزَ، وَيْحَكَ هَذَا مَوْلاكَ عبد الله بن أبي أوفى، قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ لَوْ هَاجَرَ، قَالَ: مَا يَقُولُ عَدُوُّ الله؟ قَالَ: قُلْنَا لَهُ: يقول نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ لَوْ هَاجَرَ، قَالَ: فَقَالَ: أَهِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ».
الصفة الثامنة: قتلهم أهل الإسلام
فهم قد خرجوا من ضِئضِئ الخارجي الأول الذي اعترض على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ففي البخاري ومسلم عَنْ أَبِى سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ رضي الله عنه إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم بِذُهَيْبَةٍ، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الأَرْبَعَةِ: الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ ثُمَّ الْمُجَاشِعِيِّ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلاثَةَ الْعَامِرِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلابٍ، فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ؛ قَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا. قَالَ: «إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ». فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقٌ، فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ: «مَنْ يُطِعِ اللهَ إِذَا عَصَيْتُ، أَيَأْمَنُنِي اللهُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَلا تَأْمَنُونِي». فَسَأَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رضي الله عنه قَتْلَهُ، فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: «إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا -أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا- قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ».
الصفة التاسعة: الغباوة وشيوع الكذب
وذلك كما هو واضح وجلي ويعرفه القاصي والداني من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهذه الجماعات؛ فعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ». قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ». قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ الآنَ. قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ». قَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ، وَمَعَنَا عُقُولُنَا يومئذ؟ قَالَ: «لا، إِلا أَنَّهُ ينْزِع عُقُول أَهْلِ ذَاكُمُ الزَّمَانِ حَتَّى يَحْسِبُ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ» [مسند أحمد: 4/406، رقم (19653)، وصحيح ابن حبان: 15/103، رقم (6710)، وسنن ابن ماجه: 2/1309 رقم (3959)].
الصفة العاشرة: الخيانة وعدم الوفاء بالوعد
هذا الحديث الموقوف عن الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه، يكاد يكون نصا في أصحاب الدولة المشهورة بداعش؛ حيث قال: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ؛ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ، وَلَا أَرْجُلَكُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ» [نعيم بن حماد في كتابه "الفتن" 1/210 رقم (573)].