النموذج المصري نموذج يستحق الدراسة في ماضيه وحاضره ومستقبله، وذلك لأنه نموذج رائد، ولأنه أيضا نموذج فريد، ولأن النماذج التي جاءت من بعده تحتاج إلى إعادة تقويم، ولأن كثيرا من اللبس والخلط قد حدث في تحليله وفهمه مرة عن سوء قصد، ومرات عن حسن نية، ولكن إما عن جهل بحقيقته، وإما عن تحيز في مدرسة تحليله يمينًا ويسارًا، وإما لعدم الوعي بتطوره أو تغيره.
ويحتاج شبابنا كثيرا إلى دراسة هذا النموذج ليس فقط لتقويمه، وإنما أيضا لمستقبل الثقافة في مصر، ولمستقبل الثقافة في العالم العربي والإسلامي، ولمزيد من الصلة مع العالم كله؛ ولأن هذا الموضوع موضوع كبير، فإننا سنعرض لمفرداته إجمالاً ثم نبدأ في تفصيلها، ونعالج هذه المفردات كلا على حدة.
ونقصد بالنموذج المصري تجربة الدولة الحديثة بكل جوانبها السياسية، والثقافية، والقانونية، والدينية، والاجتماعية، والعلمية، وسائر الجوانب التي تكون الحياة منذ عصر محمد علي، وحتى الآن.
إلا أننا نحتاج أن نُذَكر بمكانة مصر عبر التاريخ من خلال الرسالات السماوية والتاريخ القديم تمهيدا لعرض تجربتها في الدولة الحديثة.
الفهرس :
مصر في الرسالات السماوية ومكانتها عبر العصور منذ فجر التاريخ
مظاهر تغير الواقع وضرورة بناء الدولة الحديثة
تغير معالم الحياة في مصر ومرحلة الانتقال
النموذج المصري في ظل بناء الدولة الحديثة