كرر رسول الله ﷺ عدم الإيمان لمن يأمن جاره بوائقه( مصائب), لكن أعتقد أن هؤلاء المرجفين من هذا النوع لا يجاورون أحدا, وهم خونة, يقتلون الناس من غير تمييز, لا يسمعون كلام الله سبحانه وتعالي ولا كلام رسول الله ﷺ يقول عنهم رسول الله ﷺ : " أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"[1], ويقول رسول الله ﷺ فيهم أيضا: " تحقرون صلاتكم إلي صلاتهم, وصيامكم ألي صيامهم, طوبي لمن قتلهم وقتلوه"[2] وهناك أحاديث كثيرة جدا تصف هذا البلاء..
أما الحديث عن الجار فهو في المدنيين الطيبين, الذي ينبغي لأحدهم أن يبر جاره ولا يعتدي عليه.. أما هؤلاء المجرمون, فقد تجاوزوا هذا الحديث, وتجاوزوا القرآن والسنة, ودخلوا في حدود غضب الله ولعنته.. وقد تجاوزوا المقصود من الحديث وهو عدم إيذاء الجار- نفسيا ومعنويا- بمسافات, فقد أسالوا الدم الذي يقول فيه رسول الله ﷺ : " ما أشد حرمتك علي الله, ولدم امرئ مسلم أشد عند الله حرمة منك"[3].
[1] رواه الترمذي.
[2] الحديث عن فرقة الخوارج, عن علي ابن أبي طالب, أخرج جزء منه مسلم في صحيحه, وعند أبي داود, وأحمد.
[3] رواه ابن ماجه 2/ 1297 ولفظه: " عن عبد الله ابن عمر قال: رأيت رسول الله ﷺ يطوف بالكعبة ويقول: " ما أطيبك وأطيب ريحك! ما أعظمك وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك, ماله ودمه وأن نظن به إل خيرا".