أجمع العلماء على استحباب قراءة القرآن على القبر كما نقل ذلك الشيخ العثماني في " رحمة الأمة في اختلاف الأئمة " وعبارته في ذلك : " وأجمعوا على أن الاستغفار والدعاء والصدقة والحج والعتق تنفع الميت ويصل إليه ثوابه وقراءة القرآن عند القبر مستحبة " ا.هـ .
وقد روى البيهقي في " السنن الكبرى " بإسناد حسن – كما قال الإمام النووي – أن ابن عمر رضي الله عنهما استحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها(2)
وأخرج الخلاّل في " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " عن الشعبي أنه قال : " كانت الأنصار إذا مات لهم ميت اختلفوا إلى قبره يقرؤون عنده القرآن .
وقد نص العلماء على وصول ثواب القراءة للميت ، وأخذوا ذلك من جواز الحج عنه ووصول ثوابه إليه ؛ لأن الحج يشتمل على الصلاة ، والصلاة تقرأ فيها الفاتحة وغيرها ، وما وصل كله وصل بعضه ، فثواب القراءة يصل للميت بإذن الله تعالى خصوصًا إذا دعا القارئ أن يهب الله تعالى مثل ثواب قراءته للميت ، ولا ينبغي الاختلاف في مثل ذلك
_____________________________________________________
(2) ذكره النووي في شرحه على صحيح مسلم ( 2 / 139 ) .