استكمالا لشرح حديث معاذ رضي الله عنه، ذلك الحديث الذي جمع أبواب الخير، نكمل إجابة النبي صلى الله عليه وسلم عن الأعمال التي تقرب من الجنة، وتبعد عن النار، وكنا قد ذكرنا قوله صلى الله عليه وسلم : «تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت» وكنا قد تكلمنا عن عبادة الله سبحانه، وإقامة الصلاة، وفي هذه المرة نتكلم عن الزكاة وما يليها.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «وتؤتي الزكاة» فيه إرشاد لمعاذ رضي الله تعالى عنه لأهميته الزكاة، وترتيبها بين الأركان بعد الصلاة، وكان ترتيب النبي صلى الله عليه وسلم لإيتاء الزكاة بعد إقامة الصلاة لموافقة ترتيب رب العزة في القرآن الكريم، فقد اقترنت الصلاة بالزكاة في ثمانية وعشرين موضعًا في القرآن الكريم فموقع الزكاة قرين لموقع الصلاة، ونذكر من هذه المواضع، قوله تعالى : ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [البقرة :3]. وقوله سبحانه : ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة :43]. وقوله سبحانه وتعالى : ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ﴾ [البقرة :83]. وقوله سبحانه : ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة :110].
وقوله عز وجل : ﴿وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ﴾ [البقرة :177]. وقوله تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة :277]. وقوله سبحانه : ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ [النساء :77]. وقوله سبحانه وتعالى : ﴿وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء :162].
والزكاة في اللغة تعني : النماء، والزيادة، والطهر، والصلاح، وصفوة الشيء, وما أخرجته من مالك لتطهره به، وقد استعملها القرآن الكريم بمعنى الإنفاق في سبيل الله من المال، ومعنى الصلاح قال الله تعالى : (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) [الكهف :81]. قال الفراء : أي صلاحا, وقال تعالى : وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا) أي ما صلح منكم (وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور :21] أي يصلح من يشاء.
وشرعا : اسم لمال مخصوص يؤخذ من مال مخصوص على وجه مخصوص يصرف لطائفة مخصوصة.
يعلمنا سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم هذه العبادة في ثلاثة أحاديث الأول قوله صلي الله عليه وسلم : « وَلاَ في أَقَلِّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالاً مِنَ الذَّهَبِ شَىْءٌ ». [رواه الدارقطني] والثاني : ما حكته لنا السيدة عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ صلي الله عليه وسلم «كَانَ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ عِشْرِينَ دِينَاراً فَصَاعِداً نِصْفَ دِينَارٍ وَمِنَ الأَرْبَعِينَ دِينَاراً دِينَاراً ». [رواه ابن ماجة].
والثالث ما رواه سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه حيث قال : « فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعاً مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ.» [رواه البخاري].
نتعلم من الأحاديث فقه الزكاة وكيف نعبد الله بهذه العبادة العظيمة :
زكاة المال : إذا بلغ مال المسلم المدخر المقدار الذي يجب فيه الزكاة، ومر عليه سنة هجرية وجب إخراج الزكاة، ومقدار الزكاة 85 جراماً من الذهب فإن كان الجرام ثمنه 90 جنيها مصريا مثلا، فيكون المبلغ الذي إذا مر عليه الحول أخرج المسلم زكاته هو 7650 جنيها مصريا، وقيمة الزكاة التي يخرجها المسلم، إذا تحقق الشرطان (المقدار ومرور السنة الهجرية) ربع العشر أي نسبة 2.5% من هذا المبلغ.
زكاة الفطر : وهذه الزكاة لا يشترط فيها بلوغ مقدار معين من الثروة أو المال، وهي واجبة على كل فرد من المسلمين، يخرجها المسلم عن نفسه وعن من يتولى أمرهم من أبناء قصر وزوجات وأقارب تلزمه نفقتهم، ويخرج المسلم ما يساوي 2.5 كيلو ونصف من الأطعمة المهمة التي يحيى بها الناس وتصلح للتخزين كالأرز، والأفضل أن يخرج المسلم، قيمة هذه الأطعمة لما فيه النفع للفقير.
ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد إيتاء الزكاة صوم رمضان، ورمضان شهر القرآن قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة :185]. وقد اختصه ربنا بأعظم ليلة، وهي ليلة القدر، قال تعالى : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الدخان :3 : 6] وقال : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ * لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ) [ القدر :1 : 5].
هذا عن فضل هذا الشهر الكريم، فما هو الصوم ؟ وما هي أحكامه ؟
الصوم والصيام مصدران معناهما لغة الإمساك، وشرعا : إمساك عن مقطر جميع النهار بنية مخصوصة من قابل للصوم من مسلم عاقل طاهر من حيض ونفاس.
شروط وجوبه:
1- الإسلام ـ 2- البلوغ ـ 3- العقل ـ 4- القدرة على الصوم فلا يجب الصوم على المتصف بأضداد ذلك.
أركان الصوم :
1- النية : بالقلب فإن كان الصوم فرضا كرمضان أو نذرا فلابد من إيقاع النية ليلا ويجب التعيين في صوم الفرض كرمضان، وأكمل نية صومه أن يقول الشخص «نويت صوم غد عن أداء فرض رمضان هذه السنة لله تعالى».
2- الإمساك : عن الأكل والشرب والجماع وتعمد القيء: سواء قل المأكول والمشروب عند التعمد، فإن أكل وشرب ناسيا أو جاهلا لم يفطر إن كان قريب عهد بالإسلام، أو نشأ بعيدا عن العلماء، وإلا أفطر، والجماع أيضا أما إذا جامع ناسيًا فكالأكل ناسيًا، وأما تعمد القيء فإن غلبه لم يبطل صومه.
3- الممسك : وهو الشخص الصائم (وعد الصائم ركنا في الصيام ولم يعد المصلي ركنا في الصلاة؛ لأن الصوم ليس له صورة في الخارج يحكم بها على الصائم بالصيام بخلاف الصلاة فإنها لها صورة في الخارج يحكم بها على المصلي أنه في الصلاة.
المفطرات : ويبطل الصوم بعشرة أشياء :
1- وصل الشيء عمدا إلى جوف : المنفتح أصالة أو عرضًا بواسطة الجرح كوصول عين من مأمومة إلى الرأس.
2- إدخال دواء في أحد السبيلين بحقنة أو غيرها.
3- القيء عمدا وإن تقين أنه لم يعد منه شيء إلى الجوف فإن لم يتعمده كأن غلبه مثلا لم يبطل صومه.
4- الوطء عمدا في الفرج ولو دبرا من آدمي أو غيره كبهيمة وإن لم ينزل ولا يفطر الصائم بالجماع ناسيا وإن كثر.
5- الإنزال وهو خروج المني الناشئ عن مس البشرة بدون حائل سواء كانت مباشرة محرمة في الأصل كالاستمناء، أو مباح كالاستمناء بيد الزوجة، ولا يفطر بخروجه بالاحتلام لأنه ليس من مباشرة.
6- الحيض : يقينا.
7- والولادة.
8- النفاس.
9- الجنون.
10- الردة : فمتى طرأ شيء منها في أثناء الصوم أبطله.
مستحباته :
ويستحب ثلاثة أشياء :
1- تعجيل الفطر : إن تحقق الصائم غروب الشمس، فإن شك فلا يعجل الفطر ويسن أن يفطر على تمر وإلا فماء.
2- تأخير السحور : ما لم يقع في شك، ولا يحصل السحور بقليل الأكل والشرب.
3- ترك الهجر : أي الفحش من الكلام الفاحش، فيصون الصائم لسانه عن الكذب والغيبة، ونحو ذلك كالشتم، وإن شتمه أحد فليقل مرتين أو ثلاثا إني صائم إما بلسانه كما قال النووي في الأذكار، أو بقلبه كما نقله الرافعي عن الأئمة واقتصر عليه.
4- ترك الشهوة التي لا تبطل الصوم كشم الرياحين ونحوها وترك نحو حجم كفصد.
5- اغتسال عن حدث أكبر ليكون على طهارة من أول صومه.
7- الإكثار من تلاوة القرآن ومدارسته.
8- الاعتكاف : لا سيما في العشر الأخيرة منه.
هذه جملة من الأحكام الفقهية للصوم، وهو الأمر الرابع بعد شهادة التوحيد، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في إجابة سؤال معاذ رضي الله عنه، وبعد الصوم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الحج.
فقال صلى الله عليه وسلم : «وتحج البيت»، فالحج في اللغة هو مطلق القصد، وقيل هو القصد لمعظم.
أما الحج الذي نقصده فهو : قصد موضع مخصوص (وهو البيت الحرام وعرفة) في وقت مخصوص (وهو أشهر الحج) للقيام بأعمال مخصوصة وهي : (الوقوف بعرفة, والطواف, والسعي عند جمهور العلماء, بشرائط مخصوصة يأتي بيانها.
والحج فرض عين على كل مسلم ومسلمة بشروطه وهي : (العقل-البلوغ-الاستطاعة)، وهناك شرط خاص بالنساء وهو (عدم العدة) فلا يجوز للمعتدة أن تخرج للحج وهو أحد أركان الإسلام، أما بخصوص المحرم أو الزوج فلا يلزم المرأة ذلك في الحج، فإن وجدت نسوة ثقات (اثنتين فأكثر تأمن معهن على نفسها) كفى ذلك بدلا عن المحرم أو الزوج وهو ما ذهب إليه الشافعية والمالكية إن لم تجد المرأة المحرم، بل يجوز لها أن تخرج وحدها لأداء الفرض أو النذر إذا أمنت على نفسها ومالها.
وقد دل على فرضية الحج القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع المسلمين، فأما القرآن الكريم فيقول تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ) [آل عمران :97]. ومن السنة النبوية أحاديث كثيرة؛ منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه : (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج، فحجوا، فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم) [رواه مسلم].
وقد أجمعت الأمة سلفًا وخلفًا، شرقًا وغربًا، على فرضية الحج وأنه أحد أركان الإسلام الخمسة، وأنه من المعلوم من الدين بالضرورة، وأنه منكره يكفر. وقد اختلفوا في وجوب الحج هل هو على الفور أو على التراخي ؟ فذهب الجمهور إلى أن الحج يجب على الفور (بمعنى فور الاستطاعة) وهو الأولى، وذهب الشافعية والإمام محمد بن الحسن إلى أنه يجب على التراخي، ذلك بالنسبة لحكمه، أما فضله فكثير نبينه فيما يلي :
فضل الحج :
يقول الله تعالى : (وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ)، وقد كثرت النصوص النبوية الشريفة في فضل الحج وعظيم ثوابه، نذكر من ذلك على سبيل المثال، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) [رواه مسلم] .
وكذلك ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة, وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة) [رواه مسلم، والنسائي] ، وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (الحجاج والعمار وفد الله, إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم) [ابن ماجة والبيهقي في الشعب] وعنه أيضا : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي الأعمال أفضل ؟ فقال : إيمان بالله ورسوله, قيل : ثم ماذا ؟ قال : جهاد في سبيل الله, قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور) [البخاري ومسلم].
وللحج أحكام، وهيئات وغير ذلك من الأمور الفقهية التي ليس هذا مقام ذكرها لطولها، وبهذا يكون الجزء الأول من إجابة النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤال سيدنا معاذ رضي الله عنه تمت، وبقي باقي أجزاء الإجابة في مقالات قادمة. [يتبع]