طباعة

الوحى - القرآن الكريم

مقدمة

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى، وعلى آله أهل الوفا، وأصحابه الحنفا، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. وبعد، فقد منّ الله علي منذ ريعان الشباب، وفي سن الثامنة عشر باعتلاء المنابر، وأداء واجب خطبة الجمعة، والصلاة بالناس. هذه الفريضة التي فرض الله سبجانه وتعالى فيها الاجتماع، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم التخلف عنها من علامات النفاق، وذلك فيما رواه مسلم عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما  أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره : (لينتهين أقوام عن وَدْعِهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين). وحُمِلَ على هذا الترك قوله صلى الله عليه وسلم: (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم) [رواه البخاري ومسلم].

فكانت صلاة الجمعة علامة من علامات وحدة المسلمين كاجتماعهم في أداء ركن الحج، وكاجتماعهم على مصحفٍ واحد يتلون فيه كتاب الله، وكاجتماعهم على نبيٍ واحد هو خاتم النبيين لا نبي بعده.

ومما منّ الله به علي منذ أواخر عام 1418 من الهجرة النبوية الشريفة أن اعتليت منبر مسجد السلطان حسن الذي هو أجمل مسجد بُني في الإسلام بناه السلطان حسن بن الناصر قلاوون حتى قال فيه الوارتيلاني في رحلته: إنه أعظم بناء في الإسلام.

وبفضل الله أخطب في هذا المسجد حتى كتابة هذا المقال في عام 1428 للهجرة النبوية الشريفة، ولقد اخترت بعض ما فتح الله علي به من خطب الجمعة، والتي تغيَّت تعريف المسلم بربه، وبالوحي الذي أنزل، وبرسوله الذي أرسل، وبدينه الذي شرع، وبالحياة التي أرادها لنا، وجعل تعالى في ذلك كله سعادة الدارين.

وقدمت بين يدي كل خطبة في هذا الكتاب الذي معنا بعض أفكارها، وعزوت الآيات إلى مواطنها، وخرجت الأحاديث النبوية وعزوتها إلى مصادرها، وضبطت ما يحتاج إلى ضبط مما قد يخفى على بعض الناس، وترجمت لبعض الأعلام كلما احتاج الأمر إلى ذلك، وفسرت بعض الكلمات الغريبة التي قد ترد في النصوص، مع فهرس اشتمل على عناوين تلك الخطب.

وأرجو الله تعالى أن تكون نافعة للمسلمين وللناس أجمعين، وأسأل الله سبحانه وقد وفقنا لذلك وهدانا إليه وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أن يجعلها في ميزان حسناتي يوم ألقاه..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قراءة

عدد الزيارات 11064 مرة
قيم الموضوع
(2 أصوات)