ما سمعت بمثل هذا في دين الله, إنما هناك أشياء أخري, وهي تسلية أصحاب المصائب... فعندما يموت ابن لشخص ما- لا قدر الله- وبعدها يصاب هذا الشخص بشيء أخر.. إلخ فيشعر بأنه يأس.. فنقول له: يا أخي, لا تيأس, فالمؤمن مصاب.. المؤمن مبتلي. " أشد الناس بلاء الأنبياء, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم.."[1], هذا أسمه تسلية أهل المصائب, فعندما تنزل المصيبة نسليه بمثل هذا, ونسري عنه, ونشد من أزره, لأن موقفه النفسي مهم جدا, فينبغي لي أن أرفع من معنوياته وأجعله لا ييأس. ولكن, إذا أكرمني الله, ورفع عني البلاء, فأنا أزداد شكرا, وأقول: الحمد لله, فإذا أمضيت 40 سنة وأنا لم أمرض مثلا فأقول: الحمد لله.
فقط نحد الله ولا نقول: إنه يجب أن يراجع نفيه, لأن الله يستدرجه!! العلاقة بيني وبين الله مبناها الرحمة والحب, فالله يقول:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}, أول من بدأ به الكلام ليهدئ روعي, ويقول لي: أنت صنعتي, وأنا أحب صنعتي فأحبني. فلماذا نجعل العلاقة بيننا وبين الله مبناها الترهيب بالأساس, والتوجس والخوف؟! لا.. أنا أخاف من الله سبحانه وتعالي عندما أعصيه, فأستحي منه, من شدة حبه لي, ومن شدة نعمه علي.
[1] أخرجه أحمد في مسنده, والنسائي في سننه, وفي البخاري بلفظ" ثم الأمثل فالأمثل"